ما تريده أمريكا و»إسرائيل» من المقاومة

ما تريده أمريكا و»إسرائيل» من المقاومة
رأي الاستقلال

كتب رئيس التحرير خالد صادق

ربما يستغرب البعض تصريحات المبعوث الامريكي الخاص للشرق الاوسط ستيف ويتكوف لفوكس نيوز مؤخرا والتي قال فيها يجب أن يكون هناك اتفاق ويجب أن يعود الرهائن إلى منازلهم وحماس لا يمكن أن يكون لها أي علاقة بالحكومة مستقبلاً وهذه شروط الإسرائيليين والرئيس ترامب أيضًا.
رئيس المعارضة الصهييونية ‌ يائير لابيد قال في تصريحات اذاعية ⁩»تحدثت في الأيام الأخيرة مع أعلى المستويات من الوسطاء في المفاوضات، وقالوا لي نحن لا نفهم ما الذي حدث، حماس قبلت بالشروط التي وضعها نتنياهو. لقد اتصلوا يسألوني إن كنت أعلم لماذا لم يعد نتنياهو إليهم».
الغريب في الامر ان ويتكوف هو من طرح وتبنى الخطا التي وافقت عليها الفصائل الفلسطينية وحركة حماس ومورست ضغوطات هائلة على الفصائل للموافقة عليها وطالبت اسرائيل الوسطاء بالضغط لاعادة حماس الى الطاولة وبذلت جهود مضنية حتى وافقت الفصائل على خطة ويتكوف فعاد مرة اخرى لتبني موقف نتنياهو بأنه يريد خطة تضمن اطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين كلهم دفعة واحدة وهو الامر الذي طالبت به الفصائل من قبل ورفضه نتنياهو والان عاد ليطالب به وتبنت الادارة الامريكية موقفه هذا على لسان ويتكوف والرئيس الامريكي دونالد ترامب فردت حماس والفصائل على هذا التبجح الصهيوامريكي بالقول اذا كنتم تريدون صفقة شاملة فنحن مستعدون لذلك. لكن امريكا واسرائيل واصلتا التهديد والوعيد لحماس والفصائل وانها تريد استسلام يضمن لنتنياهو التباهي امام الاسرائيليين بأنه حقق انتصارا على غزة وحقق شروطه الخمسة التي طالما اعلن عنها وفشل في تحقيقها عسكريا.
ويتكوف صرح لفوكس نيوز قائلا نعتقد أن الأمر سيحل في غزة بطريقة أو بأخرى وبالتأكيد قبل نهاية هذا العام مضيفا يجب أن يتم إطلاق سراح الرهائن وسيتم إطلاق سراح عدد مماثل من الأسرى الفلسطينيين كذلك. مختتما حديثه بأن حماس باتت تلمح إلى أنها منفتحة على التسوية ويبدو ان هذا ما يسوق له الاسرائيليين والامريكان بأن الضغط العسكري هو الذي جعل حماس تستسلم لارادة الاسرائيليين والامريكان لكن ويتكوف لم يقل كيف سينهي العدوان الصهيوني على قطاع غزة هل بالضغط عسكريا كما تروج اسرائيل واعادة احتلال مدينة غزة ام باجبار الفصائل على القبول بشروط نتنياهو ام بطرح مبادرة جديدة ومشاركة وسطاء جدد للضغط على حماس والمقاومة كالإمارات العربية والمملكة العربية السعودية وما الجديد الذي يمكن ان يجبر فصائل المقاومة على التنازل والقبول بشروط اسرائيل القتل لم يتوقف للحظة واحدة واول امس تم قصف مشفى ناصر بخانيونس واستشهاد نحو عشرين فلسطينيا خمسة منهم من الصحفيين وبعضهم من المسعفين والاطقم الطبية وعمليات نسف الاحياء و قطاع غزة مستمرة واستهداف الخيام مستمر والتجويع والتعطيش على اشده فما هو الرهان الصهيوامريكي على ان الفصائل الفلسطينية ستخضع لشروط نتنياهو و تستسلم وترفع الراية البيضاء اعتقد ان هناك توافق صهيوامريكي على اطالة امد حرب الابادة على غزة لاطول فترة ممكنة وهى مقامرة ورهان على سراب ولا يمكن ان يضمن النتائج حتى مع كل هذا التغول الصهيوامريكي يبقى رهانهما على استسلام حماس والمقاومة خاسرا ولا توجد اي ارهاصات توحي بان المقاومة ستلجأ في مرحلة ما للاستسلام فهى تنتهج اسلوب حرب الاستنزاف وتعمل وفق امكاناتها العسكرية وبقدراتها الذاتية وقد تمرست على الفعل الميداني كما بدا واضحا من خلال الفيديوهات التي تنشرها على وسائل الاعلام المختلفة لعملياتها العسكرية.
تتمة ص 11
اجتماع الكابينت الثلاثاء الفائت لم يسفر عنه شيء بسبب التباين الواضح في المواقف الاسرائيلية ما بين الموقف السياسي من جهة والعسكري والامني من جهة اخرى وتم الاعداد لاجتماع اخر الاحد المقبل وربما هى فترة لجس نبض المقاومة وطرح خطة شاملة لانهاء العدوان على قطاع غزة ولكن بشروط نتنياهو والتي تعني استسلام المقاومة وما لم يتم تحقيقه عسكريا هناك ضغط كبير لتحقيقه عبر طاولة المفاوضات وفق سياسة التهديد والوعيد التي تتبناها اسرائيل والادارة الامريكية ورغم ان هذه السياسة فقدت القدرة بالتأثير على ثبات المواقف للفصائل الا ان نتنياهو يعتمد على ضغط ترامب على الوسطاء بعد ان فقد نتنياهو ثقة الاسرائيليين واظهرت استطلاعات الرأي تراجع حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو امام المعارضة الصهيونية والشيء الوحيد الذي يمكن ان ينقذ نتنياهو وحزبه هو تحقيق انجاز في قطاع غزة وقد وعد نتنياهو ان يحقق هذا الانجاز قبل السابع من اكتوبر وانه سينهي عدوانه على قطاع غزة قبل هذا التوقيت بحسم المعركة لصالحة وهناك تشكيك كبير في مصداقيته لدى الاسرائيليين ولاول مرة تخرج تظاهرات للمستوطنين الصهاينة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة بمئات الالاف تطالب بوقف الحرب على غزة واعادة الاسرى الاسرائيليين وتمدد هذه التظاهرات واتساع رقعتها يقلق نتنياهو وحكومته وحزب الليكود ويزيد من الضغط الداخلي على نتنياهو للتخلي عن شروطه ووقف العدوان واعطاء الاولوية لاعادة الاسرائيليين من غزة وما تريده امريكا واسرائيل من المقاومة لن يتحقق الا من خلال التفاوض ووقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة وفق محددات وشروط المقاومة.

التعليقات : 0

إضافة تعليق